Menulislah sesuai kemampuanmu

Rabu, 16 April 2014

النظرية السياقية




جمهورية إندونيسيا

وزارة الشؤون الدينية
جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية بمالانج
كلية الدراسات العليا قسم تعليم اللغة العربية

النظرية السياقية
بحث مقدم لإكمال من مطلبات مادة علم الدلالة

المشرف:
الدكتور الحاج أحمد مزكّي الماجستير


إعداد:
       
أيفي مزيدة بخاري  (13720040)

العام الجامعي
نوفمبير 2013م

المبحث الأول


مقدمة
إذ كانت قضية الدلالة قد استحوذت على اهتمام غير اللغويين في دراساتهم المختلفة باختلاف تخصصاتهم، فقد كان للغويين اهتمام كبير بها وقد كان على رأس من اشتهروا بدراسة العلامة اللغوية اللغوي الفرنسي "فرديناند دي سوسير" الذي كان له فضل كبير في تأسيس المدرسة الاجتماعية في الدراسات اللغوية وقد بنى دي سوسير نظريته اللغوية على أساس نظرية دور كيم الاجتماعية. التي ترى أن اللغة ظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية وهي تقوم على ثلاث ركائز أساسية هي:  أي اللغة، واللغة المعينة أي العربية أو الإنجليزية، والكلام.
فى هذه المقالة القصيرة كتبنا عن التعريف والأقسام نظرية السياق وما يتعلق بها، إنطلاقا من بيان السابق، يقدم الأسئلة التآلية :
1.  كيف التعريف من نظرية السياق؟
2. كم الأقسام من نظرية السياق؟
3. كيف مزية ومنهج نظرية السياق؟

والأهداف التى يرمى إليها البحث من هذه المقالة كما يلى :
1. الكشف عن التعريف من نظرية السياق.
2. الكشف عن بيان الأقسام من نظرية السياق.
3. الكشف عن مزية ومنهج نظرية السياق.












الباب الثانى
نظريات البحث
أ. تعريف النظرية السياق
عرفت المدرسة لندن بما سمي بالمنهج السياقيContextual Approach  أو المنهج العملي Operational Approach. وكان زعيم هذا الإتجاه Firth الذي وضع تأكيدا كبيرا على الوظيفة الإجتماعية للغة، كما ضم الإتجاه اسماء مثل : Mitchell،  و  Sinclair،و  Mc Intoshو Halliday. وعد Lyons أحد التطورين الهامين المرتبطين بفيرث (نظرية السياقية للمعنى).
ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو (استعمالها في اللغة)، أو (الطريقة التي تستعمل بها)، أو (الدور الذي تؤدية). ولهذا يصرح فيرث بأن المعنى لاينكشف إلا من خلال تسييق الوحدة اللغوية، أي وضعها في سياقات مختلفة ويقول أصحاب هذه النظرية في شرح وجهة نظرهم: (معضم الوحدات الدلالية تقع في مجاورة وحدات أخرى. وإن معاني هذه الوحدات لايمكن وصفها أو تحديدها إلا بملاحظة الوحدات الأخرى التي تقع مجاورة لها). ومن أجل تركيزهم على السياقات اللغوية التي ترد فيها الكلمة وأهمية البحث عن ارتباطات الكلمات الأخرى نفوا أن يكون الطريق إلى معنى الكلمة هو رؤية المشار إليه، أو وصفه، أو تعريضه.
وعلى هذا فدراسة معاني الكلمات تتطلب تحليل للسياقات والمواقف النبي ترد فيها، حتى ما كان منها غير لغوي. ومعنى الكلمة – على هذا – يتعدل تبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها، أو بعبارة أخرى تبعا لتوزعها اللغوي Linguistic Distribution.[1]
ويمكن أن نمثّل لتطبيق هذه النظرية بالفعل العربي (أكل) في السياقات القرآنية التالية: قوله تعالى: "وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق" بمعنى التغذية للإنسان،
وقوله تعالى: "أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون" بمعنى الافتراس للحيوان،
 وقوله تعالى: "يا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله" بمعنى الرعي للحيوان،
 وقوله تعالى: "ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته" بمعنى القرض للحيوان،
 وقوله تعالى: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" بمعنى الغيبة،
 وقوله تعالى: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما" بمعنى الاختلاس،
 وقوله تعالى: "حتى يأتينا بقربان تأكله النار" بمعنى الاحتراق للجماد.[2]
ب. أقسام النظرية السياق
وقد اقترح ك. أمير K. ammer تقسيما للسياق ذا أربع شعب يشمل:
1. السياق اللغوي linguistic context
2. السياق العاطفيemotional context
3. السياق الموقف situational context
4. السياق الثقافي cultural context
أما السياق اللغوي وهو " البيئة اللعغوية التى تحيط بصوت أو فونيم أو مورفيم أو كلمة أو عبارة أو جملة " فيمكن التمثيل له بكلمة الإنجليزية (ومثلها كلمة (حسن) العربية، أو زين (زين) العامية) التي تقع في سياقات لغوية متنوعة وصفال :
1. أشخاص : رجل – امرأة – ولد
2. أشياء مؤقتة : وقت – يوم – حفلة – رحلة
3. مقادير : ملح – دقيق – هواء – ماء
فإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة (رجل) كانت تعني الناحية الخلقية
وإذا وردت وصفا لطبيب مثلا كانت تعني التفوق في الأداء (وليس الناحية الأخلاقية).
وإذا وردت وصفا للمقادير كان معناها الصفاء والنقاوة. وهكذا كما يمكن التمثيل له بكلمة (يَدٌ) التي ترد في سياقات متنوعة منها:
1. أعطيته مالا عن ظهر (يد) يعنى تفضلا ليس من بيع ولاقرض ولا مكافأة.
2. هم (يد) على من سواهم : إذا كان أمرهم واحدا
3. (يد) الفأس ونحوه : مقبضها
4.  (يد) الدهر : مد زمانه
5. (يد) الريح : سلطانها
6. (يد) الطائر : جناحه
7. خلع (يد ه) من الطاعة : مثل نزع يده
8. بايعته (يدا) بيد : أي نقدا
9. ثوب قصير (اليد) : إذا كان يقصر أن يلتحف به
10. فلان طويل (اليد) : إذا كان سمحا
11. مالي بد (يد) : أي قوة
12. سقط فى (يده) : ندم
13. هذه (يدي) لك : استلمت وانقدت لك
14. حتى يعطوا الجزية عن (يد) : عن ذل واعتراف للمسلمين بعلو أيديهم
15. إن بين (يدي) الساعة أهوالا : أي قدمها
16. (يد) الرجل : جماعة قومه وأنصاره[3]
وأما السياق العاطفى وهو " السياق الذى  يتولى الكشف عن المعانى الوجدانى emotive meaning، والذى قد يختلف من شخص إلى آخرى ".
ودوره أنه يحدد درجة القوة والضعف فى انفعال المتكلم مما يقتضى أكيدا أو مبالغة أو اعتدالا ومثال  ذلك كلمةlove  فهى غير كلمةlike  مع أنهما مشتركان فى أصل المعنى، وكذلك كلمة يكره فهي غير كلمة بغض رغم اشتراكهما فى أصل المعنى، وكذلك كلمة يود غير كلمة يحب.[4]
مثال التعبير :
1. كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة : 216)
2. ويكره النوم بعد دخول وقت الصلاة
3. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (الفاتحة : 7)
4. إن أبغض الحلال الى الله الطلاق
وأما السياق الموقف فيعنى الموقف الخارجى الذى يمكن أن تقع فيه الكلمة. مثل استعمال كلمة ( يرحم ) فى مقام تشميت العاطس : ( يرحمكم الله ) (البدء بالفعل )، وفى مقام الترحم بعد الموت : ( ألله يرحم ) ( البدء بالإسم ). فالأول تعنى طلب الرحمة فى الدنيا، والثانية طلب الرحمة فى الأخرة. وقد دل على هذا سياق الموقف إلى جانب السياق اللغوى المتمثل فى التقديم والتأخير.
وأما السياق الثقافى وهو " السياق الذى يكشف عن المعانى الإجتماعى ، فيقتضى تحديد المحيط الثقافى او الإجتماعى الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة. فكلمة مثلlooking glass  تعتبر فى بريطانيا علامة على الطبقة الإجتماعية العليا بالنسبة لكلمةmirror  . وكلمة (عقليته) تعد فى العرابية المعاصرة علامة على الطبقة الإجتماعية المتميزة بالنسبة لكلمة (زوجته) مثلا.
وكلمة (جزر) لها معنى عند المزارع، ومعنى ثان عند اللغوى، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات.[5]
مثال التغبير :
1. شاركت عقيلة السيد ويسنوهارتونو الملحق في السفارة في عرض الأزياء الشعبية التقليدية في سوريا
2. وصل السيد الرئيس سوهارتو والسيدة عقيلته الى جوهوربارو ماليزيا يوم الخميس لزيارة عمل استغرقت يوما واحدا
3. وصل الى جاكرتا يوم الثلاثاء 5/11/2013 فخامة الرئيس حسين محمد ارشاد رئيس جمهورية بنغلادش والسيدة عقيلته في زيارة عمل استغرقت أربعة ايام.
4. تخرج زوجتي كل يوم في الصباح
5. نحن نتناول الوجَبات خارج البيت، لأن زوجتي لا تجد وقتا لإعداد الطعام
تأثير السياق الثقافي أو الاجتماعي والثقافي إلى استخدام كلمة هو أكثر وضوحا في ثقافات جافا (الجاوية). في لغة جافا في عام هناك ثلاث طبقات، وهي ngoko طبقات، والمتوسطة، وأخلاق. ويمكن التعبير عن كلمة "أكل" بكلمة "mangan '،' nedho 'و' dhahar '. هنا مثال باستخدام ثلاث كلمات.

مثال التغبير :
1. Punopo Ibu sampun dhahar?
2. Matur suwun bu! Kula sampun nedha.
3. apa kuwe wis mangan Bud?
نقد لهذا التقسيم :
فى هذا التقسيم السابق للسياق تعسف ظاهر. وتفتيت متكلف، لا حاجة للدرس اللغوى إليه، لإن السياق نوعان لاينفصلان، سياق لغوى، وسياق الحال، والأول يعتمد على الظروف والملابسات المحيطة بالحدث الكلامى وهذه الظروف الملابسة للحدث الكلامى تشمل بقية أنواع السياق عند ( ك. أمير ) حيث لايمكن فصل الإنفعالات الخاصة بالمتحدث أو المستمع، أو فصل الظروف الإجتماعية أو المستوى الثقافى عن الموقف الكلامى، فالمجتمع وثقافته وأحداثه، وجميع ظروفه تشكل الشق الثانى من المعنى، وهو اامعنى الإجتماعى الذى يستفاد من خارج الكلام المنطوق.
ج. منهج ومزية النظرية السياق
ومنهج نظرية السياق هذه يعتمد على ثلاثة أركان رئيسية السياق فى دراسة اللغة بصفة عامة وفى دراسة المعنى بصفات خاصة.
وهذه أركان الثلاثة هي :
أولا : وجوب الإعتماد كل تحليل لغوى على ما يسميه فيرث بالمقام مع ملاحظة كل ما يتصل بهذا المقام من عناصر أو ظروف وملابسات وقت الكلام الفعلى، هذه العناصر أو الظروف الملابسات هي :
أ) الظواهر المتصلة بالمشتركين فى الكلام والإستماع مع الإهتمام بشخصياتهم ويندرج تحت ذلك الأمور التالية :
1- الكلام الفعلى نفسه.
2- أعمال هؤلاء المشتركين فى الكلام وسلوكهم.
ب) الأشياء الموضوعات المناسبة المتصلة بالكلام والموقف.
ج) أثر الكلام الفعلى فى المشتركين كاالإقتناع أو الألم أو الإغراء أو الضحك ...  الخ
د) العوامل والظواهر الإجتماعية ذات العلاقة باللغة وبالسلوك اللغوى لمن يشارك فى الموقف الكلامى كمكان الكلام وذمانه، وحالة الجو إن كان لها دخل، وكل مايطرأ أثناء الكلام مما يتصل بالموقف الكلامى أيا كانت درجة نعلقه به.
ثانيا : وجوب تحديد بيئة الكلام المدروس وصيغته
لإن هذا التحديد يضمن اللامة من الخلط بين اللغة وأخرى أو لهجة وأخرى فيجب أن يحدد الدارس المستوى اللغوى اللذى سوف يعترض له بالدراسة أهول المستوى الفصيح أو العامى، أهي لغة القرآن أم لغة الحديث النبوي أم لغة الشعر... الخ
ثالثا : الكلام اللغوى عند فيرث : وهو يرى أن الكلام اللغوى مكون من أحداث وهذه الأحداث اللغوية معقدة ومركبة، وعليه فيجب تحليلها على مراحل، هذه المراحل هي فروع علم اللغة، والنتائج التى تصل إليها هذه الفروع، هي مجموع خواص الكلام المدروس، إذ  الوظيفة الأساسية لعلم اللغة وفروعه من وجهة نظر فيرث هي بيان المعنى اللغوى للكلام.
وتمتاز النظرية السياقية بأمور، منها:
1. اهتمامها بالسياق اللغوي أو اللفظي، أي ببيان مجموعة الكلمات التي تنتظم معها الكلمة المراد معرفة معناها
2. واهتمامها أيضاً ببيان الخصائص النحوية والصرفية واستخدامهما في تحديد السياقات التي تقع فيها الكلمة،
3. أنها لا تعدُّ الجملة كاملة المعنى إلاَّ إذا طابقت قواعد النحو وروعي فيها التوافق في رصف المفردات المكونة للجملة، وأن يتقبلها أبناء اللغة في تفسير ملائم، أي: التقبُّلِيَّة (acceptability) [6]




الباب الثالث
الخلاصة
1. ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو (استعمالها في اللغة)، أو (الطريقة التي تستعمل بها)، أو (الدور الذي تؤدية).
2. وقد اقترح ك. أمير K. ammer تقسيما للسياق ذا أربع شعب يشمل:
أ. السياق اللغوي linguistic context
ب. السياق العاطفيemotional context
ج. السياق الموقف situational context
د. السياق الثقافي cultural context
3. منهج نظرية السياقة وجوب الإعتماد كل تحليل لغوى على ما يسميه فيرث بالمقام مع ملاحظة كل ما يتصل بهذا المقام من عناصر أو ظروف وملابسات وقت الكلام الفعلى، ووجوب تحديد بيئة الكلام المدروس وصيغته،
4. ومزية النظرية السياقية بأمور، منها: اهتمامها بالسياق اللغوي أو اللفظي، أي ببيان مجموعة الكلمات التي تنتظم معها الكلمة المراد معرفة معناها، واهتمامها أيضاً ببيان الخصائص النحوية والصرفية واستخدامهما في تحديد السياقات التي تقع فيها الكلمة، ومن مميزاتها أيضاً أنها لا تعدُّ الجملة كاملة المعنى إلاَّ إذا طابقت قواعد النحو وروعي فيها التوافق في رصف المفردات المكونة للجملة، وأن يتقبلها أبناء اللغة في تفسير ملائم، أي: التقبُّلِيَّة  (acceptability)











موقف علماء المسلمين من السياق
أ‌.                  المفسرون
أدرك المفسرون أهمية السياق وهذا يبدو من الشروط التي وضعوها فيمن يقوم بتفسير القرآن العظيم : هذه الشروط تتمثل في إتقانه لمجموعة من العلوم أشبه ما تكون بمراحل التحليل المذكورة في نظرية السياق.
1.   فعلى المستوى الصوتي : يجب أن يكون المفسر عالما بالقراءات وهو العلم الذي يعرف به كيفية النطق بالقرآن الكريم، وبها يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض، فالوقف والوصل وطرق الأداء الصوتي للقرآن لها تأثير في تحديد المعنى .
ويؤيد ذلك ما حكاه صاحب الدلائل ... قال تدبرت وجوه الإختلاف في القراءة فوجدتها سبعا : منها ما تتغير حركته، ولا يزول معناه ولا صورته، مثل قوله تعالى (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) هود : 78. وأطهر، (وَيَضِيْقُ صَدْرِيْ) الشعراء :13. ويضيق . ومنها : مالا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب، مثل (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) سبأ : 19. وباعد ، ومنها ما تتغير معناه باختلاف الحروف، مثل قوله، (نُنْشِزُهَا) البقرة : 159. وننشزها، ونها ما تتغير صورة ويبقى معناه : (كَالعِهْنِ المَنْفُوْشِ) القارعة : 5. وكالصوف المنفوش ومنها ماتتغير صورة ومعناه، مثل : (وَطَلْحِ مَنْضُوْدِ) الواقعة :29. وطلح منضود. ومنها بالتقديم والتأخير كقوله (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ) ق:19. وجاءت سكرة الحق بالموت. منها بالزيادة والنقصان، مثل قوله : (تسع وتسعون نعجة)، وقوله : (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين)، وقوله : (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
        فعلى المفسر أن يكون عالما بهذه الوجوه، حتى يفرق، بين التأثيرات المختلفة لكل منها على المعنى.
2.   وعلى المستوى الصرفي اشترطوا في المفسر أن يكون مقتا للتصريف لأن به تعرف الأبنية، وأوجه الاشتقاق.
3.   وعلى مستوى التركيب اشترطوا فيه إتقان علوم النحو والمعاني والبيان والبديع.
4.   وعلى مستوى المعجم اشترطوا فيه أن يعرف شرح مفردات الألفاظ ودلالتها بحسب الوضع، يقول الراغب " وذكرت أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه".
5.   وعلى مستوى سياق الحال اشترطوا معرفته بأسباب النزول، وهي الأحداث والواقائع الملابسة لنزول النص القرآنى وهذه الأحداث لها أهمية في فهم معاني الآيات وما تشير إليه من دلالات، كما أن معرفة المكى والمدنى والترتيب الزمنى لنزول الآيات من الأمور التي تتصل بسياق الحال وتفيد دلالتها على تعيين الأحكام الشرعية المرادة من النص القرآنى. ومثال ذلك : قوله تعالى : (وَأُوْلُوْا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ) الأنفال:75. جاء في سبب نزولها " عن بن عباس : أن رسول الله ص.م. آخى بين أصحابه، فجعلوا يتوارثون بذلك حتى نزلت ... فتوارثوا بالنسب "، فسبب النزول يوضح عدم جواز التوارث في غير ذوى النسب من الأرحام، وبه لم يعودوا يورثنون غيرهم. ولولا الإعتماد على سبب نزول الآية، ما كان يظهر هذا المعنى المراد منها، إذ لايظهر هذا المعنى من السياق اللغوى للآية.
6.   وعلى مستوى السياق اللغوي : اشترطوا استحضار النص القرآنى جميعه عند تفسير بعضه عند تفسير بعضه لأن القرآن يفسر بعضه بعضا، كما أن معرفة السنة قولية أو عملية تعد شرطا في المفسر نظرا لأن السنة شارحة للقرآن، فإن لم يجد " في السنة رجع إلى أقوال الصحابة فهم أدري بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال عند النزول، ولما اختصوا به من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح.
ب‌.             البلاغيون
تظهر عناية البلاغيين من عبارتهم المشهورة "لكل مقام مقال" حيث يختلف مقام المدح عن مقام الهجاء عن مقام الفخر .. الخ فهم يميزون بهذه العبارة السياق الإجتماعي عن السياق العام.
وقد أدركوا أن معنى العبارة الواحدة يتغير بتغير المقام ففى قوله تعالى : (وَأَسْأَلُ القَرْيَةَ) يوسف :82. فمنى العبارة في السياق القرآنى يقتضي محذوفا والتقدير : واسأل أهل القرية ... لكن هذه العبارة في مقام آخر لاتحتمل الحذف وذلك إذا كانت في كلام رجل مر بقرية قد خربت وباد أهلها، فأراد أن يقول لصاحبه واعظا ومذكرا، أو لنفسه متعظا ومعتبرا سل القرية عن أهلها، وقل لهم ما صنعوا على حد قولهم سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك ؟...
ج. علماء أصول الفقه : ويتضح اهتمامهم بالسياق مما يأتي :
1. فطن الأصوليون إلى أن اللغة ظاهرة اجتماعية وأنها نظام من العلامات أو الرموز وأنها أرقي أنواع الرموز وأقدرها على تلبية حاجات المجتمع.
2. ينبهون إلى ضرورية الإستعانة بالسياقين اللفظي والحالى، وهو ماتسمية نظرية السياق بالموقف الكلامى بجميع عناصره.
3. اهتموا بدراسة القرائن الحالية المتمثلة في أسباب النزول وكذالك الملاقف الملابسة لنصوص الحديث الشريف لما وجدوا في ذلك من أثر في الكشف عن المعنى على وجه الدقة.
4. اهتمامهم بالرجوع إلى السياق بشقية اللفظي والحالى في تعيين "معنى اللفظ المحتمل كالمشترك اللفظى، حيث يرى غالب الأصوليين أنه ليس له من سياق إلا معنى واحد".
    ويعبر ابن القيم عن أهمية السياق في دراسة المعنى حيث يقول : السياق يرشد إلى تبيين المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهملية غلط في تظره، وغالظ في مناظرته، فانظر إلى قوله تعالى (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيْزُ الكَرِيْمُ) الدخان:49. كيف تجد سياقه يدل أنه الذليل الحقير".
    إن علماء الأصول يتفقون من حيث الجوهر – مع نظرية السياق الحديثة بل إن الواقعية في دلالات صيغ العموم، يشبهون إلى حد ما غلاة السياقين من أتباع نظرية فيرث، وإن لم يلتزم الأصوليون في عملهم بما تفرضه النظرية من مراحل التحليل على المستويات اللغوية فينبغي أن نتذكر وصف أولمان للمنهج الذي تطرحه النظرية بأنه " طموح إلى درجة لاتستطيع معها في كثير من الأحيان إلا تحقيق جانب واحد منه فقط.


المراجع
أحمد مختر عمر، علم الدلالة،(القاهرة: عالم الكتب, 2006)
علاء إسماعيل الحمزاوي،مقارنة دلالية بين الأمثال العربية والأمثال العامية.
فريد عوض حيدر، علم الدلالة (دراسة نظرية وتطبقية)،(القاهرة: مكتب الآدب,2005)












Tidak ada komentar:

Posting Komentar