Menulislah sesuai kemampuanmu

Rabu, 16 April 2014

الاستماع والتعبير الشفهى


الاستماع والتعبير الشفهى
( بحث مقدم لإكمال جزء من مطلبات مادة علم اللغة النفسى )
تحت الإشراف:
الدكتور ولدانا ورغاديناتا الماجستير
         
قسم تعليم اللغة العربية
الكليات الدراسات العليا
جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج
2013 م
المبحث الأول

المقدمة

منذ أوّل إختراع البشر، أصبحت اللغة إحدى النّواحى غير معزول من حياة البشر. لأن وجود اللغة لازم فى البشر والطبيعة والتاريخ والوحي من الله تعالى. كقول إبن جني: "اللغة هى أصوات يعبر بـهـا كل قـوم عـن أغـراضـهـم". وهى مزيّة للبشر، لأنّ ما من قوم إلاّ ولـها لسان يعبّر به عن سائر حاجاتـهم فى معاشرة الحياة.[1]        
وأما فن من فنون اللغة العربية كالقدرة المستخدّمة فى الحياة اليوميّة فسمي بالمهارات اللغوية، وهى المهارة الـهامة التى تكتسب بـها خبرة الإنسان. وقبل كلّ شيئ نريد أن نعرّف عن المهارة، بأنـها السّرعة والدقّة والإجادة فى عمل من الأعمال وكمال الإنقطاع  وكذلك فى أمر مستجيل. ومن ثمّ إختلفت الظروف والبيئات وثقافات المتكلم والمستمع أو الكاتب والقارئ، إذ لابد أن يحدث بينهم نوع من التفاهم مهما كان قليلا. وبالإضافة إلى ذلك، مما سبق يستخلص أن ترتيب المهارات اللغوية، حسب وجودها الزمنى فى النموى اللغوى عند الإنسان كما التالى:
أولا     : الاستماع                                    ثالثا      : القراءة
ثانيا     : التعبير الشفهى (الكلام)                    رابعا     : التعبير التحريرى (الكتابة)[2]
         ومن هذه المهارات الأربعة، يرى بعضى المربين أن الاستماع هو فن يشتمل على عملية التى يعطى فيها المستمع إهتماما خاصا، وإنتباها مقصودا لما تتلقاه أذنه من الأصوات، يتمثل هذا النوع من تلقى المادة الصوتية القصد والتصميم بقصد الفهم والتحليل، وكذلك مهارة الاستماع ترتبط إرتباطا وثيقا بمهارة الكلام والقراءة والكتابة، لأن الاستماع المهارة الموصلة إلى إتقان المهارات الأخرى. ومع أنّ الكلام هو الكلام بإستمرار دون توقف مطلوب ودون تكرار للمفردات بصورة متقاربة مع إستخدام الصّوت المعبر، والـهدف الأسمى لـمهارة الكلام هو القدرة على الإتصال بالآخرين. كما قد قيل فى القرآن الكريم: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " (النحل: 87).[3]
         وفى هذه المقالة سنناقش عن الاستماع والتعبير الشفهى (الكلام). إنطلاقا من بيان السابق، نقدم الأسئلة الآتية :
1.      كيف التعريف من الاستماع وما يتعلّق به ؟
2.      كيف التعريف من التعبير الشفهى (الكلام) وما يتعلّق به ؟

وأما الأهداف التى يرمى إليهم البحث من هذه المقالة كما يلى :
1.      الكشف عن معرفة الاستماع وما يتعلق به.
2.      الكشف عن معرفة التعبير الشفهى (الكلام) وما يتعلق به.


















المبحث الثاني
الاستماع والتعبير الشفهى ("الكلام")

أ‌.       الاستماع
1.   مفهوم الاستماع
إن فهم المسموع له فروق جوهرية بين السّماع، والاستماع، والإنصات، حيث أن السّماع هو مجرد إستقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتـها انتباها مقصودا،  ويتم فى هذه المستوى تلقى المادة اللغوية الصوتية بدون قصد، فالسماع إذان أمر لايتعلمه الإنسان لأنه لايحتج إلى تعلمه.  كسماع صوت القطار، أو كسماع أغاريد الطيور وأصوات الضوضاء فى الشارع دون أن نهدف إلى ذالك.[4] أما الاستماع هو تركيز الشخص لكلام المتحدث بغرض فهم مضمونة وتحليله وفن يشتمل على عملية التى يعطى فيها المستمع إهتماما خاصا، وانتباها مقصودا لما تتلقاه أذنه من الأصوات، يتمثل هذا النوع من تلقى المادة الصوتية القصد والتصميم بقصد الفهم والتحليل،. ولا ينقطع الاستماع إلا بفعل أحد عوامل الثلاثة: (الشرود الذهنبى، عوامل خارجية والاستفسار عن المادة المسموع)، فالاستماع قد يكون متقطعا كالاستماع المحاضر...ثم إيقاف الاستماع لإثارة سؤال..ثم معاودة الاستماع. الإنصات هو جماع عملية الاستماع التى تعرّف على الرموز بالأذنين وفهم وتحليل وتفسير للمعانى التى تثيرها الرموز المتحدث بـها، فالانصات يجب أن يكون إستماعا مستمرا غير متقطعا. [5]
أن المقصود بالاستماع هنا ليس السماع Hearing بل المقصود هو الإنصات Auding وان هذ المصدر الأخير يعتبر أكثر الدقة فى وصف المهارة التى نعلمها أو نكونـها لدى الدارس، وينبغى الاهتمام بها من جانب المعلم.

ولفهم المسموع غايتان: غاية قريبة، فأما أقاربها فهى ما يحقق الدارس أثناء الدارس والتحصيل من القدرة على النطق السليم، والتمييز بين الأصوات، والقدرة على القراءة والكتابة، والتدريب على الحديث بفهم كلام المتحدث، لأن المتحدث الجيد هو أصلا مستمع جيد. غاية بعيدة، متابعة الإذاعة، وما تقدمه من نشرات الأخبار، والأحاديث، والقدرة على متابعة المحضارات.[6] إن الهدف الرئيسى من الاستماع هو أن تكون قادرا على فهم المتحدث باللغة Native Speaker.[7]

2.   طبيعة عملية الاستماع
طبيعة الاستماع تستلزم قدرا من الانتباه واليقظة والتركيز، وكان الاستماع مهارة تحتاج إل تنمية لأن متابعة التفاصيل باهتمام أمر شاق ويحتاج إلى تدريب وجهد وممارسة. فالاستماع مهارة من مهارات الاستقبال، والاستقبال يستلزم نشاطا إضافيا من أجل إدراك الحقائق وفهم المعانى والأفكار والإستجابة لها والتفاعل معها على خلفية المعارف والخبرات المسبقة.[8]
تختلف الفروق الفردية فى مهارة الاستماع، فبعض الأفراد يتميز بما يعرف بعقلية مستمعة، والبعض الآخر بعقلية ناظرة. ويرى بعض علماء الاجتماع، أن عملية الاستماع لها أثر كبير فى تعلم اللغة عند البنات أسرع من البنين فى المرحل الأولى. ومرجع هذا فى نظرهم أن الأمهات فى كثير من البيوت، يقمن بمحادثة البنات والكلام معهن أكثر من البينن. وهناك تفسير ثقافى آخر لعملية الاستماع يختص بما تؤديه وسائل الاعلام (الراديو والتليفزيون) وأثرها على الأطفال قبل التحاقهم بالمدارس، حيث عن طريق الاستماع لهذه المصادر الاعلامية، يكتسب هؤلاء الأطفال معلومات واسعة عن تلك التى تفترض المناهج وجودها لديهم. بإضاف ذالك فينبغى علينا أن يتم التدريب على الاستماع مبكرا، لأن نجد كثيرا من الأطفال يسمعون ولكن قدرتهم على الفهم ضعيفة، فهم قادرون على إدراك الأصوات، ملاحظة ومتابعة الأصوات، ولكن دون فهم أو تفسير للصوت. وأهمية الاستماع فى الصفوف الخمسة الأولى (العمر العقلى 11 سنة)، إذان الأطفال فى هذه الصفوف يتعلمون أكثر ويتذكرون بشكل أفضل عن طريق الاستماع أكثر من طريق القراءة.[9]

3.   أنواع الاستماع
وإن كانت القراءة عملية تقوم بشكل كبير على النظر إلى الرمز المكتوب، أو التعرف عليه ثم تفسيره، فإن الاستماع هو عملية إنصات إلى الرموز المنطوقة ثم تفسيرها. وللاستماع مستويات مختلفة تتمثل فى:
أ‌.       سماع أصوات الكلمات دون التأثر بالأفكار التى تحملها.
ب‌.  الاستماع المتقطع كالاستماع إلى مدرس الفصل باهتمام لفترة والانصراف عنه، ثم معاودة التركيز معه وهكذا.
ج‌.    نصف استماع، كالاستماع إلى مناقشة ليس من أجل التأثر بها، ولكن من أجل أن يختبر مالديه من أفكار فى ضوء مايطرح فى المناقشة من أفكار.
د‌.      الاستماع مع تكوين روابط فكرية بين ما يقال وبين ما لدى المستمع من خبرات خاصة.
ه‌.       الاستماع إلى تقرير للحصول على الأفكار الرئيسية والتزود بالتفاصيل واتباع الارشادات.
و‌.      الاستماع الناقد، حيث ينفعل المستمع بالكلمات ويعايشها.
ز‌.      الاستماع التذوقى، والذى  يكون فيه المستمع فى حالة نشاط عقلى، ويستجيب انفعاليا وبشكل سريع لما يسمع.[10]
ح‌.    الاستماع الهامشى، هو الذى يمارسه العامة عند اصغائهم لوسائل الإعلام المرئية المسموعة، المثل: استماع الناس لبعضهم البعض فى الأحاديث العامة.
ط‌.   الاستماع الاستمتاعى، هو ما يمارسه المرء حين يقصد إلى المتعة الروحية أو النفسية، المثال: كالاستماع لما يلقى من الشعر فى الأمسيات والمهجر جانات وأحاديث المقربين.
ظ‌.   الاستماع اليقظ، هو الذى يمارسه المرء من يبدى اهتماما فائقا بالمادة التى يستمع إليها، المثال: كالمحاضرات والمناقشات المتخصصة.[11]

4.   مكونات عملية الاستماع
ينقسم الاستماع إلى أربعة عناصر، لاينفصل أحدهما عن الآخر:
أ‌.       فهم المعنى الاجمالى
تتطلب كفاءة الاستماع، قدرة المستمع على توجيه انتباه للمعنى العام من خلال معرفته للكلمات التى يسمعها، ومن المعانى الأساسية للغة التى يفهمها. ويرتكز فهم المعنى العام على:
1)    الفهم الدقيق لوحدات الأفكار .
2)    متابعة الأفكار المتلاحقة.
3)    إدراك العلاقات بين الأفكار المتتابعة لتحديد الفكرة الرئيسية.
4)    التمييز بين الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية أو الجزئية.
5)    علاقة الأفكار الجزئية بعضها ببعض وعلاقتها بالفكرة الرئيسية.
ب‌.  تفسيبر الكلام والتفاعل معه.
تفسير الكلام عملية ذاتية، تختلف من فرد لآخر، وهذا التفسير تدخل فيه الخبرة الشخصية. ويدخل فى تفسير الكلام أمور عديدة مثل:
1)       معرفة المستمع بموضوعية الحديث.
2)       كيفية استخدام المستمع للغة.
3)       معرفة الغرض الحقيقى من الحديث.
4)       معرفة نمط التعبير والتفرقة بين الحقائق والأحكام.
5)       إدرلك المستمع للأهمية العامة للحديث.
6)       مقدرة المستمع على إصدار الأجكام.
ج‌.    تقويم وفقد الكلام.
يتطلب التقويم من المستمع التحقق من فائدة ما يستمع إليه لاكتشاف الحقيقة التى تمكن وراء الحديث الذى أستمع إليه.
د‌.      تكامل خبرات المتكلم والمستمع.
تكامل الخبرة وفعاليتها هو الغرض النهائ الذى من أجله نفهم ونفسر ونقوم موقف الاتصال.[12]

5.   المهارات الأساسية لللإستماع
هناك قدرات مهمة لاتنهض عملية الاستماع إلا بها، ليس هذا فحسب بل تعتبر أركان رئيسية لابد من التدريب عليها وإتقانها وهى:
أولا: دقة الفهم، أن فهم عملية تحتاج إلى صفاء ذهنى وقدرة على التنظيم والربط.
ثانيا: الإستيعاب، أن الاستيعاب أكثر شمولا لأنه لايقتصر على الناحية الذهنية المحضة، بل يدخل فى إطار الجانب الوجدانى والحركى والمهارة اللغوى.
ثالثا: التذكر، لابد على المستمع أن يسترجع المادة إلى الفهم والاستيعاب من القدرة على إختزان المعلومات واستدعائها فى الوقت المناسب.
رابعا: التفاعل، التفاعل من حصيلة السماعى الذهنية والوجدانية يأخد صيغا متعددا، فمن المشاركة والحوار إلى قلة النقد والتمحيص إلى الاستفاد، ومهارة التفاعل تقتضى التوجيه والإرشاد والمثابرة على المتابعة والجانب التربوى فيها شديد البروز.[13]

6.   تنمية مهارة الاستماع
ولتشجيع عملية الاستماع وما يترتب عليها من استيعاب لابد من:
أ‌.       تعليم التلاميذ آداب الاستماع فى احترام المتحدث وعدم مقاطعة مناقشة المتحدث بعد أن يفرغ من حديثه بأدب جم واعتياد النظر إلى المتحدث وعدم الانشغال عنه بأي طارء.
ب‌.  عدم اللجوء إلى التوجيه القسري والعمل على غرس الاحساس بفائدة الاستماع ودورة فى التحصيل وترويض ملكات الذهن وصقل التذوق الجمال وتكوين ملكة الفهم والإدراك.
ج‌.    إستشارة المستمع باشراكه على نحو إيجابي وتكليفه بتلخيص مايسمع أو سؤاله عما تعود سماعة فى حياته اليومية فى حياته اليومية كالمذياع والتلفيزيون.
د‌.      تلوين وتنويع مادة الاستماع لتستوعب فنون مختلفة كالشعر والخطب والقصص وما إلى ذالك فى محاولة لترويض ملكة الاستماع إليه.
ه‌.       تخصيص الجزء الأكبر من النشاط فة مجال الاستماع مع استخدام أجهزة التسجيل لغايات التجويد الإلقائ الصوتى.[14]

7.   معوقات الاستماع
الاستماع الدقيق أمر حيوى فى الاتصال، وضعف القدرة على الاستماع يؤدى إلى تعويق الكلام عن القيام بوظيفته. وهناك معوقات لعملية الاستماع تتمثل فى:
أ‌)       التشتت، فقد  يتوقع المستمع الاثارة من جانب المتكلم، ولهذا يبذل قصارى جهده لمتابعة ما يستمع إليه من حديث، فى الوقت الذى قد ينشغل تفكيره بأمور أخرى تبعده عن المتابعة السليمة، لهذا كان من واجب المستمع متابعة الحديث بتركيز وانتباه والابتعاد عن المعوقات التى تشتت الفكر.
ب‌)  الملل، قد يصيب المستمع الملل قبل إنتهاء حديث المتكلم. لهذا كان من الواجب أن يكون المستمع نشيطا، يبذل قصارى جهده للاستماع والانتباه، أن وقفة للسامع يسببها الملل تؤدى إلى فشل عملية الاستماع أو عدم متابعة الحديث متابعة صحيحة وجيدة.
ج‌)    عجم التحمل، لايتطلب الاستماع الكثير من المستمع، وعدم توافر المثابرة والاستمرارية من جانب المستمع، يضيع من فائدة الاستماع، الأمر الذى يحتاج من المستمع إلى الإعداد لعملية الاستماع والتدريب على التحمل والانصات والمتابعة والتفاعل.
د‌)      التحامل، فى العادة لايتوقع المستمع الجيد الكمال اللغوى من المتكلم، فقد يواجه أخطاء صغيرة فى بناء الكلام أو النطق، ولكنه لاينصرف عن أفكار الكاتب بمثل هذه الأنهاط فى السلوك اللغوى أو بأية تفاصيل لغةية أخرى.[15]
ه‌)       الشرود الذهنى، الذى يتمثل فى بعثرة انتباه المستمع ةتشتته وفقدان التركيز فى المتابعة، وقد ينجم ذالك عن سوء عرض المادة اللغوية وفقدانها الحيوية وعنصر التشويق، أو الإنشغال المستمع بـهموم وأفكار ملحة تعوق قدرته على الاستماع.
و‌)      ضعف الطاقة على الاستماع، لابد من تنمية هذه الطاقة والتدريب عليها، وقد يكون هذا الضعف ناجما عن أسباب عضوية كضعف الجهاز السمعى عند المستمع أو نتيجة لمرض مزمن.
ز‌)     التربص بالمتحدث وحب النقد، إذا كان المستمع من ألئك الذين ينزعون إلى إصطياد الأخطأ، ومحاولة التقاط أدق الهينات مما يؤدى إلى مقاطعة المستمع للمتحدث وتشتيت أفكاره وبالتالى فشل عملية الاستماع.[16]


ب‌.                        التعبير الشفوى (الكلام)
1.     مفهوم التعبير الشفوى (الكلام)
التعريف من التعبير هو مهارة نقل المعتقدات والأحاسيس والإتّجاهات والمعانى والأفكار والأحداث من المتحدّث إلى الآخرين فى طلاقة وإنسياب مع صحّة فى التعبير وسلامة فى الأداء. وينطوي هذا التعريف على عنصرين رئيسين، أي: التوصيل والصحّة اللغويّة والنطقية وهما قوام عملية التحدّث.[17]
وأما مهارة الكلام هى الكلام بإستمرار دون توقف مطلوب ودون تكرار للمفردات بصورة متقاربة مع إستخدام الصّوت المعبر. والـهدف الأسمى لـهذه المهارة هى القدرة على الإتصال بالآخرين، وإفهامهم ماذا يريد. تعليم هذه المهارة لابدّ أن يأتى بعد معرفة الدراسة عن أصوات اللغة العربية ومعرفة التمييز بين كل الأصوات المختلفة. وتكون هذه المهارة الثانية فى تعليم اللغة العربية، لأنّ كلّ شيئ الذّى سمعه الطلاب فى مهارة الإستماع لابدّ أن يعبّره بالنطق أو الحديث لأجل ملاكة العلوم.[18] وكانت أهمّية تعليم الكلام فى اللغة العربية، هى من أهمّية الكلام ذاته فى اللغة، لأنّ قدرة الكلام على التعبير جزء أساسيّ فى منهج تعليم اللغة العربية.[19]
والتعبير له شقان: الشفوى (الكلام) وهو يمثل جانب التحدث فى اللغة، ويليه التحريري وهو يمثل جانب الكتابة فى اللغة. ولكنّ بـهذه المقالة نتناول حسب ترتيب مهارة اللغة عن التعبير الشفوى دون التحريرى. والكلام هو الشكل الرئيسى للإتصال الإجتماعى عند الإنسان ولـهذا يعتبر أهم جزء فى ممارسة اللغة وإستخدامها.
وتتعدد المواقف التى يستخدم فيها الكلام فى الحياة اليومية، مما جعل تعليم الكلام والمحادثة والإتصال الشفوى أمرا أساسيًا ينبغى الإهتمام به داخل المدرسة، بـهدف تمكين التلميذ من إكتساب مهارات الخاصة بالحديث والمناقشة والقدرة على التعبير وعرض المعلومات، وإمكانية تقديم نفسه ونشطه الفكري لزملائه وأسرته ومدرسيه، والتعبير عن ذاته عند إتصاله بالآخرين وإتصال الآخربن به.
وإنّ تعليم الكلام والإتصال الشفوى أمر حيوي  فى تعليم اللغة، وهو يتصل بطبيعة عملية الكلام وكيفية نموها.[20]

2.      طبيعة عملية الكلام
التحدّث كإستجابة طبيعيّة لمواقف الحياة المختلفة، وهو وسيلة للإتصال بالآخرين، والمظهر البارز للشخصية ينم عن سلوك الفرد وثقافته وترتيبه وطريقة تفكيره وهو حصيلة مهارات متعددة، ووسيلة التفاعل الإجتماعي وبه تتحقق الأمور التالية:
‌أ)         الوعي بالذات، فمن خلال التحدث يشعر الإنسان بأن له كيانًا وأنّه قادر على التّأثير فى الآخرين والتواصل معهم.
‌ب)    التدفّق فى الحديث عامل من عوامل الإرتياح النفسي والطمأنينة والإنفراج الداخلي، لأنّ فى التحدّث تنفيس عن الذات وهمومها.
‌ج)      التحدث من أكثر النشاطات اللغوية إنتشارا فى الحياة العملية والعلمية والإجتماعية.
‌د)        تنمية مهارة التحدث من الضرورات التى تعترضها مستلزمات التعلم لأنّـها وسيلة الحوار والمناقشة.[21]
وأما طبيعة عملية الكلام عند (يونس والناقة – 1977 – ص ص143/156) يمكن التركيز على جانبين هامين هما:

1)    النموّ اللغوى فى جانب الكلام والنطق
كان الطفل حديث الولادة لا يمثل النطق عنده سوى ردود فعل صوتية تصدر دون وعي ولا هدف. وسبق أنّ أوضحنا أنّ النطق يمثل عملية فعل عكس وإستجابة لا إرادية تحدث عن طريق ورود الـهواء بين أوتار النطق بشكل كاف لإخراج الصوت، ولعلّ أوّل صوت يصدره الطفل هو صرخة الميلاد.
وفى الفترة الأولى من عمر الطفل تصدر كلمات غير واضحة عن طريق عملية التنفّس، ولكن مع إستمرار نموّ الطفل الفسيولوجية يبدأ الطفل فى تكييف عضلاته لوظائفها غير الكلامية. ولا ينحصر الكلام فى الجهاز الصوتى فقط، حيث يبدأ الطفل فى إدراك الأصوات التى يقوم بـها، ويتمتّع آنئذ بالمناغاة ويصدر مجموعة من الأصوات تنموا ثمّ لتأخذ أصوات بعض الحروف دون أن يكون الطفل قادرا على إستخدامها بشكل صحيح فى الكلمات. ويستمر الوضع كذلك لمدّة عامين أو أكثر عند الأطفال غيى العاديين.
وأما الأطفال العاديون فإن أولى الكلمات تبدأ فى عمر سنة إلى سنة ونصف ويرددها أحيانا دون فهم لمعناها، ومع زيادة الخبرة والتجربة والنمو تتمايز تصورات الطفل وتتضح وتتحدد إستخداماته للكلمات.
وكانت لغة الطفل الكلامية فى مرحلة الطفولة المبكرة لغة غير منظمة ولا مُنسّقَة فالخبرة اللغوية للطفل محدودة للغاية، لأن الأمر الذى يحتاج من الأسرة أو دور الحضانة تنمية الإستعداد الكلامى عند الطفل، حتى يتغلّب على الصعوبات التى تقابله عندما يريد أن يعبّر عن شيئ معيّن وعند إتّصاله بالآخرين.
وعندما يتعلّم الطفل أسماء الأشياء ويستطيع إدراك المتشابـهات وتجميعها تحت كلمة واحدة دون قدرة على التجريد والتعميم، يتمكن آنئذ من السيطرة لحد ما على عناصر اللغة من المفردات والتركيب. ووضوح النطق عندئذ يمكن للطفل البدء فى الكلام ويمكن تدريبه وتعليمه وتمكينه من السيطرة على عناصر اللغة حيث تأخذ مهارته اللغوية فى النمو.
ولقد إقترح يونس والناقة عن آرتلى Artley عدة جوانب لتهيئة الطفل إلى القراءة، آلا وهى:
‌أ)         تطوير إدراك الطفل عن طريق إمداده بالكلمات الشفوى.
‌ب)    إثراء ثروة اللفظية الشفوية.
‌ج)      تقويم روابط المعنى عنده.
‌د)        تمكينه من تشكيل الجمل وتركيبها.
‌ه)         تنمية قدرته على تنظيم الأفكار فى وحدات لغوية.
‌و)        تحسين الـهجاء والنطق.
‌ز)        إستخدامه التعبير القصص الـمُسَلِّى.
إذ هذه الجوانب تتصل إتصالا وثيقا بالقدرة على الكلام والحديث، وتنمو من خلال الإهتمام بتنمية قدرة الطفل على الكلام والحديث، فالإستعداد للغة الشفوية والحديث والكلام يعنى أساسًا:
1)      القدرة على التكلّم دون تردّد ملحوظ.
2)      القدرة على نطق الكلام بوضوح.
3)      القدرة على ربط الكلمات بالخبرات والمعانى.
4)      القدرة على التكلم فى جمل بسيطة.
5)      القدرة على سرد قصة قصيرة عند سماعها.
6)      القدرة على التفكير والحديث بشكل متّصل ومترابط.
إذن العلاقة بين اللغة الشفوية واللغة المكتوبة علاقة وثيقة، ومن ثمّ فالعلاقة بين الكلام والحديث من جانب والقراءة من جانب آخر علاقة وثيقة أيضا. ومن هنا كانت العلاقة بين اللغة الشفوية والقدرة على تعلم القراءة.

2)    الطبيعة الصوتية للكلام وكيفية تنميتها
إنّ صوت المعلّم وطريقة الحديث وإستخدامه المفردات تؤثر كثيرا على نوعية التكلّم. فالصوت المنخفض الذى لا يُسمع أو العالى المثير، يسبب الإضطراب عند الطفل بضعف من فاعلية التعلّم.
والصوت الرتيب يشتت ذهن التلميذ ويُضعف من قابلته للتعلم. والكملات تحمل معانيها فى الحديث الشفوى من خلال صوت المتحدث وإنفعاله المعنى. فالصوت الرفيع يُعطى انطباعًا بالضعف مما قد يصرف انتباع السامع، ووضوح النطق يحدد الإتجاه فيما يقصده المتكلّم.
إذ لصوت المتكلّم ذو قيمة عندما يكون ثابتا يتغيّر ويتعدّل ويتلون بشكل كاف ليكون معبّرا وواضحا لمن يتحدّث اليهم وبشكل مناسب لنقل المشاعر والعواطف المختلفة للسامعين.[22]

3.     عناصر الكلام
إنّ عملية الكلام ليست عملية بسيطة، بل تمثّل مفهوما متّسعا لا يقلّ فى مفهوم عن عملية الاستماع. والحديث عبارة عن مزيج من العناصر التالية:
1. التفكير كنشاط عقليّ.
2. اللغة كصياغة للأفكار والـمشاعر فى كلمات.
3. الصوت كعملية لحمل الأفكار والكلمات عن طريق أصوات تنطق ويسمعها الآخرون.
4. الحدث أو الفعل كهيئة جسمية وإستجابة وإستماع.
إذن الحديث فى الواقع عبارة عن مهارة نقل المعتقدات والأحاسيس والمعانى والأفكار والأحداث من المتحدّث إلى الآخرين.[23]
وبالإضافة إلى أنّ الكلام ليست من عملية سهلة، إذ لابدّ لـها من عناصر تتحقّق وفق خطوات المعروفة الآتية:
‌أ.          وجود دافع الكلام، مع تقدير أهمّيته فكان الأشخاص الذى ينتشارون بسهولة وبدون ضابط أشخاصًا سوف فاشلين وغير محبوبين فى مجتمعهم، وبعكسه أولئك الذين لا يتحدثون إلاّ إذا بالدافع القويّ كالرد على الآخرين أو تلبية الإنفعال داخلى.
‌ب.     التفكير، وقد يكون التفكير فى حدّ ذاته ودافع للحديث، وقد يكون مرحلة تالية للإستشارة، إذ يفكّر الإنسان قبل أن يبدأ فى التحدّث، وينبغى أن يكون تلقائيًا وسريعا وغير ملحوظا، وتكون مهمّته الأساسيّة تقدير الموقف وربط المعانى بعضها ببعض ومجموعتها وإختبار مدى ملائمتها للموقف قبل التدقّق والإقناع يسهم فى إنجاح عملية التحدّث بحيث تؤتى ثمارها المرجوّة كما يراد لـها.
‌ج.      الجمل والعبارة التى من شأنـها نقل الأفكار، وليس من الممكن الفصل بين مرحلة الصياغة اللغويةوالتفكير لأنّ التفكير يتمّ باللغة ومن خلالـها، وتكون مهمّة المتحدّث تنقيح المادة اللغويّة قبل أن يتمّ التحدّث بها بتعديلها وتحسينها، ويتمّ ذلك بسرعة فائقة وغير ملحوظة. من هنا كان من واجب المربّيين أن يعوّدوا تلاميذهم على ألاّ يتحدّثوا إلاّ بعد أن ينظّموا أفكارهم ويحسّنوا صياغتها.
‌د.        الأداء الصوتي، وهو عنصر هام حيث يبدوا الخطوة الأهمّ فى عملية التحدّث، من هنا لابدّ من أن يكون الجهاز الصوتى سليما، وتكون المخارج الصوتية تؤدّى عملها، ويكون النطق قادرا على إعطاء الحروف حقّها أثناء عملية التحدّث دون الأخطاء.[24]

4.      مهارة الكلام
مما سبق يتبيّن أنّ هناك نوعية معيّنة نبحث عنها فى المتكلّم، وهى المتكلّم الجيّد الذّى يجب أن نسمّى مهاراته حتى يستطيع أن يعبّر تعبيرا جيّدا. فالمتكلّم الجيّد هو الذّى يهتمّ بمشاركة المستمعين لبعض الإهتمامات التى تكون معلومات ومعارف أو تجربة معيّنة أو شخصية ممنعة أو حديث دينيّ. وبدون مثل هذه الإهتمامات يصبح الحديث غير حيويّ أو فعال. فالمتكلّم يجب أن يعرف ميول المستمعين وحاجاتـهم، ويقدّم مادة مناسب لـهم.
وبالإضافة إلى ذلك حتّى يتحدّث الإنسان حديثا يحقّق أغراضهم، وينبغى أن تتوافر لدى المتكلّم على:
1.      مهارات التعرّف والتمييز.
2.      أن يكون واعيا ومدركا على التعرّف على الكلمات بسرعة وبدقّة.
3.      القدرة على تجميع الكلماات بعضها إلى بعض فى وحدات تحمل كلّ منها فكرة ثمّ التحدّث عنها فى سهولة ويسير.
4.      القدرة على إستخدام التوضيحات التى تمكّنه من تفسير وإيضاح الأفكار الجديدة.
5.      القدرة على ربط الأفكار وتسلسلها عن طريق نغمات ونبرات صوته بالإنخفاض مثلا عند نـهاية الفكرة أو الإرتفاع عند قمة الفكرة.
إذ مثل هذا المتكّم يمكن تنشئته من خلال عملية تعلّم منظّمة تتم من خلال مواقف الحديث والاستماع المبرمجة. ومن ثمّ نجد هناك إهتماما من معظم كتب القراءة الحديثة فى المراحل الأولى بالدول المتقدّمة لكثير من المواقف التى تدرب التلاميذ على الحديث والاستماع.[25]
ومع أنّ للكلام أهداف متعددة ومتباينة. ومن بين الأهداف ما يالى:
1.      أن ينطق المتعلم أصوات اللغة العربية يؤدى إلى أنواع النبر والتنغيم الـمخـتلفة بطريقة المـقبولة عند ناطق اللغة.
2.      أن ينطق الأصوات المـتجاردة والمـتشابـهة.
3.      أن يدرك الفرق فى النطق بين الحركات القصيرة والطويلة.
4.      أن يعبر عن أفكاره بإستخدام الصيغ النحوية المناسبة.
5.      أن يعبر عن أفكاره بإستخدام النظام الصحيح لأجل تركيب الكلام خاصة فى الكلام باللغة العربية.
6.      أن يستخدم بعض خصائص اللغة فى التعبير الشفوىّ عمّا يتعلّق بالتذكير أو التّانيث أو تمييز العدد وما أشبه بـهم من الكلام اللاّزم بإستخدم اللغة العربية.
7.      أن يكتسب ثروة لفظية كلامية مناسبة لعمره ومستوى نضجه وقدراته فى إتمام عمليات إتصال عصرية.
8.      أن يستخدم بعض أشكال الثقافة العربية المقبولة والمناسبة لعمره ومستواه الإجتماع وطبيعة عمله.
9.      أن يعبر عن نفسه تعبيرا واضحا ومفهوما فى مواقف الحديث البسيط.
10. أن يتمكّن من التفكير باللغة العربية والتحدث بـها بشكل متصل ومترابط لفترات زمنية مقبولة.[26]



5.      مراحل التدريب على الكلام
1. فى المدرسة الإبتدائيّة
تعليم الكلام فى هذه المرحلة تحتوى على التعبير الشفوى، مثل: التعبير عمّا يشاهده أو عن الصور بمساعد الأسئلة من المعلّم أو التعبير بأعماله اليوميّة.
2. فى المدرسة الإعدادية
تعليم الكلام فى هذه المرحلة تحتوى على التعبير الشفوى أو الكتابة. ويمكن نشبّه إندونيسيّا بالمرحلة فى المدسة الثانويّة. ففى التعبير الشفوى أو الكلام فى هذه المرحلة يشمل على أنواع التعبير المذكور فى مرحلة الإبتدائية بل تزيد بتوسيع الموضوعات، لأنّ تفكير الطلاّب فى هذه المرحلة أعلى من المرحلة قبلها.
3. فى المدرسة الثانوية
تعليم الكلام فى هذه المرحلة تحتوى على التعبير الشفوى أو الكتابة. ويمكن نشبّه هذه المرحلة فى إندونيسيّا بالمرحلة فى المدرسة العالية. وتجرى التعليم فى هذه المرحلة على أنواع الموضوعات النقدية والمعنوية عمّا يتعلّق بالإجتماعيّة أو السّياسيّة أو الإقتصاديّة أو النّفسية ونحو ذلك. ويمكن القيام بالتدريب الآخر، مثل التدريب على الخطابة والمناظرة وكتابة التّقارير وما إلى ذلك.
وكانت تحتاج هذه المرحلة على التدريب بالتوسيع فى ربط التعبير بألوان النشاط اللغوىّ، ويجرى التديب خارج الفصول، مثل الصحافة المدرسية والإذاعة ونحو ذلك.[27]

6.      أقسام المراحل فى فنّ تدريب الكلام
1. تدريب الرابطة و تعييين الـهويّة
يقصد هذا التدريب لتعويد الطلاّب على البديهة و سلاسة الكلام فى تعيين الـهويّة و تدريب الرابطة على فهم الكلام الذى سمعه الطلاّب.



2. تدريب المحادثة
يقصد من هذا التدريب كفائة الطلاّب على سلاسة الكلام فى المحادثة اليوميّة.[28] لأنّ لا شكّ أنّ المحادثة من أهمّ ألوان النشاط اللغوى إما للصغار أو الكبار.
3. تدريب الحكاية
يقصد هذا التدريب على رغبة الطلاّب فى الحكاية بإستخدام اللغة العربية، أو الرغبة باللغة العربية ذاتـها. وتكون الحكاية من أهمّ ألوان التعبير الشفوى، مثال ذلك يقصّون الأباء والأمّهات القصص إلى أطفالـهم، أو يقص الأطفال قصصا إلى أصحابـهم. ويشترط: القصص متنوّعا من الطلاّب المخترة ويعطى القصص مدخلا مناسبا للتعليم والتربية والأدب وما إلى ذلك، ويجتنب عن الإكراه.[29]
4. المناقشة
يقصد من هذه إستطاع الطلاّب على تعبير آرائهم أو الوصول إلى إتّفاق أعضاء الفرقة فى المناقشة من المشكلات المواردة لموضوع معيّن.
5. المقابلة
ويقصد منها كفائة الطلاّب على المحاورة بالضيف أو الأصحاب فى الفصل  أو غيرهم لنيل الأخبار أو الحكاية أو البيانات المرجوّة.
6. التمثيل
يقصد منه توصيل إبتكار الفنونية الطلاّب فى الأنشطة المرغوبة عندهم لأنّ فيها عناصر الإستجمام، ويدرّب التمثيل على ثقّة النفس الطلاّب. بل يحتاج هذا التدريب على الإستعداد، لأنّ التمثيل يظهر أمام المشاهدين.
7. تدريب الخطابة
يقصد منها كفائة الطلاّب على الكلام بين لدى المستمعين، لإلقاء المقالة المفيدة للمستمعين. ويلقى الخاطب على القصص أو المعلومات بزيادة الدّليل من آيات القرآنيّة أو الأحاديث الشريفة.[30]


المبحث الثالث
الخاتمة

الخلاصة :
الاستماع هو تركيز الشخص لكلام المتحدث بغرض فهم مضمونة وتحليله وفن يشتمل على عملية التى يعطى فيها المستمع إهتماما خاصا، وانتباها مقصودا لما تتلقاه أذنه من الأصوات، يتمثل هذا النوع من تلقى المادة الصوتية القصد والتصميم بقصد الفهم والتحليل. وأما طبيعة الاستماع تستلزم قدرا من الانتباه واليقظة والتركيز، وكان الاستماع مهارة تحتاج إل تنمية لأن متابعة التفاصيل باهتمام أمر شاق ويحتاج إلى تدريب وجهد وممارسة. وأن المقصود بالاستماع هنا ليس السماع Hearing بل المقصود هو الإنصات Auding وان هذ المصدر الأخير يعتبر أكثر الدقة فى وصف المهارة التى نعلمها أو نكونـها لدى الدارس، وينبغى الاهتمام بـها من جانب المعلم. وينقسم الاستماع إلى أربعة عناصر الآتية: فهم المعنى الاجمالى والعام، تفسيبر الكلام والتفاعل معه ،تقويم وفقد الكلام وتكامل خبرات المتكلم والمستمع. المهارات الأساسية لللإستماع" أولا: دقة الفهم، ثانيا: الإستيعاب، ثالثا: التذكر، رابعا: التفاعل".وتنمية مهارة الاستماع: تعليم التلاميذ آداب الاستماع، عدم اللجوء إلى التوجيه القسري والعمل على غرس الاحساس، إستشارة المستمع باشراكه على نحو إيجابي وتكليفه بتلخيص مايسمع أو سؤاله عما تعود سماعة، تلوين وتنويع مادة الاستماع لتستوعب فنون مختلفة ، تخصيص الجزء الأكبر من النشاط فى مجال الاستماع. وهناك معوقات لعملية الاستماع تتمثل فى: التشتت، الملل، عجم التحمل، التحامل، الشرود الذهنى، ضعف الطاقة على الاستماع والتربص بالمتحدث وحب النقد.
والتعبير هو مهارة نقل المعتقدات والأحاسيس والإتّجاهات والمعانى والأفكار والأحداث من المتحدّث إلى الآخرين فى طلاقة وإنسياب مع صحّة فى التعبير وسلامة فى الأداء. وأما مهارة الكلام هى الكلام بإستمرار دون توقف مطلوب ودون تكرار للمفردات بصورة متقاربة. والـهدف الأسمى منه القدرة على الإتصال بالآخرين. ووسيلة التفاعل الإجتماعي هى: الوعي بالذات، التدفّق فى الحديث عامل من عوامل الإرتياح النفسي والطمأنينة والإنفراج الداخلي، التحدث من أكثر النشاطات اللغوية إنتشارا فى الحياة العملية والعلمية والإجتماعية، تنمية مهارة التحدث من الضرورات التى تعترضها مستلزمات التعلم. والحديث عبارة عن مزيج من العناصر التالية: التفكير كنشاط عقليّ، اللغة كصياغة للأفكار والـمشاعر فى كلمات، الصوت كعملية لحمل الأفكار والكلمات عن طريق أصوات تنطق ويسمعها الآخرون، والحدث أو الفعل كهيئة جسمية وإستجابة وإستماع. وأما مراحل التدريب على الكلام هى: فى المدرسة الإبتدائيّة، فى المدرسة الإعدادية وفى المدرسة الثانوية. ومن ثمّ أقسام المراحل فى فنّ تدريب الكلام هو: تدريب الرابطة و تعييين الـهويّة، تدريب المحادثة، تدريب الحكاية، المناقشة، المقابلة، التمثيل وتدريب الخطابة.


















المراجع

إبراهيم، عبد العليم. الموجّه الفنّى لمدرّسى اللغة العربيّة. القاهرة: دار المعارف).
أبو صالح، بدر الدين. المدخل إلى اللغة العربية. بيروت: دار الشريف العربي.
أحمد منصور، عبد المجيد سيد. علم اللغة النفسى. الرياض: جامعة الملك سعود، 1982.
الشنطى، محمد صالح. المهارات اللغوية. (فاكس:دار الأندلس للنشر والتوزيع، 1996.
عبد الخالق، محمد. إختبارات اللغة. الرياض: جامعة المالك سعود، 1989.
عبد العزيز، ناصف مصطفى. تدريبات فهم المسموع لغير الناطقين بالعربية. الرياض: جامعة الملك سعود 1988.
الغالى، ناصر عبد الله. أسس اعداد التعليمية لغير الناطقين بالعربية. رياض: دار الإعتصام، ۱٩٩۱54.  
مذكور، على أحمد. تدريس فنون اللغة العربية. الرياض: دار الشواف، 1991.
مشكور، على أحمد. تدريس فنون اللغة العربية. قاهرة: دار الواف، 1991.
الناقة، محمود كامل. تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى. مكة المكرمة: الجامعة أم القرى، 1985.
وامونا، Metodelogi Pembelajaran Bahasa Arab. جوغجاكرتا: تيراس، 2011.



[1]  بدر الدين أبو صالح، المدخل إلى اللغة العربية، (بيروت: دار الشريف العربي)، 33.
[2]  عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسى ( الرياض: جامعة الملك سعود، 1982)، 231.
[3]  محمد عبد الخالق، إختبارات اللغة ( الرياض: جامعة المالك سعود، 1989)، 128
[4]  على أحمد مذكور، تدريس فنون اللغة العربية (الرياض: دار الشواف، 1991)، 75-76
[5]   محمد صالح الشنطى، المهارات اللغوية (فاكس:دار الأندلس للنشر والتوزيع، 1996)، 146    
[6]  ناصف مصطفى عبد العزيز، تدريبات فهم المسموع لغير الناطقين بالعربية (الرياض: جامعة الملك سعود 1988 )، لـــــــــ.
[7]  محمود كامل الناقة، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (مكة المكرمة: الجامعة أم القرى، 1985)، 122
[8]  محمد صالح الشنطى، المهارات اللغوية، 147.
[9]  عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسى ، 232-.233
[10]  محمد صالح الشنطى، المهارات اللغوية،.235
[11]  نفس المرجع. 159-160
[12]   نفس المرجع. 236-237
13 محمد صالح الشنطى، المهارات اللغوية،.161-162
[14]  نفس المرجع. 155-156
[15]   نفس المرجع. 238-239
[16]  نفس المرجع. 157
[17]  محمد صالح الشنطى، المهارات اللغويّة، 194.
[18]  ناصر عبد اللة الغالى، أسس اعداد التعليمية لغير الناطقين بالعربية ( رياض: دار الإعتصام, ۱٩٩۱54.
[19]  محمد كامل التّاقى، تعليم اللّغة العربية للناطقين بلغات أخرى، 151.
[20]  عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسي، 240.
 [21]  محمد صالح الشنطى، المهارات اللغويّة، 196.
[22]  عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسي، 240-242.
[23]  نفس المرجع. 234
[24]  محمد صالح الشنطى، المهارات اللغويّة، 195-196.
[25]  عبد المجيد سيد أحمد منصور، علم اللغة النفسي، 243-244.
[26]  محمد كامل التّاقى، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغة أخرى: 157- 158.
[27]  عبد العليم إبراهيم، الموجّه الفنّى لمدرّسى اللغة العربيّة، (القاهرة: دار المعارف)، 154-157.
[28]  وامونا، Metodelogi Pembelajaran Bahasa Arab، (جوغجاكرتا: تيراس، 2011)، 157-160.
[29]  على أحمد مشكور، تدريس فنون اللغة العربية، (قاهرة: دار الواف، 1991)، 116-118.
[30]  وامونا، Metodelogi Pembelajaran Bahasa Arab: 160-166.
 

Tidak ada komentar:

Posting Komentar